إدارة الأداء من الوظائف الأساسية التي تمارسها إدارة الموارد البشرية
إن منظمات اليوم بدأت تركز على أداء الأفراد بشكل كبير لما يمثله العنصر البشري من أهمية للمنظمة، ومفهوم إدارة الأداء يركز على الأداء بدءاً من لحظة وضع ومواصفات العمل في بطاقة الوظيفة سواءً من مسئوليات وواجبات إلى النتائج التي ينبغي على الموظف تقديمها في النهاية.
إن إدارة الأداء ركزت على التعاون بين المدير والمرؤوسين في عملية تخطيط ومراقبة وتقييم الأداء بشكل مشترك حتى يحس الموظف بأهميته كعنصر فعال في المنظمة، وكذلك من أجل أن يعمل على تحقيق الأهداف المطلوبة منه باعتباره أصبح جزءاً مهماً في وضعها.
وإدارة الأداء ركزت على التقييم الدوري للعاملين ليس من أجل العقاب بقدر ما ركزت على تصحيح الأخطاء التي يقع فيها العاملين أثناء العمل وذلك من أجل تخفيض الأخطاء إلى أقل قدر ممكن حتى تتحول المنظمة إلى منظمة كفؤة وفعّالة قادرة على استغلال كافة الطاقات المتوافرة لديها من موارد بشرية.

لكن ما هي عناصر نظام إدارة الأداء، حتى تتمكن أي إدارة من تطبيقها؟
إن عناصر نظام إدارة الأداء تعمل بشكل مترابط ومتكامل من أجل الوصول إلى الأهداف التي تطمح إليها المنظمة وهذه العناصر هي:
1- مسئوليات الوظيفة ومعايير الأداء
وتستخرج مسئوليات الوظيفة من بطاقات الوصف الوظيفي للعاملين مع تحديد المسئوليات المختلفة لأداء المهام والواجبات وتحقيق النتائج المستهدفة. ويتم تحديد مستويات الأداء في ضوء المعرفة والمهارات المطلوبة في كل مستوى وكذلك تحديد درجة التعقيد أو الصعوبة في أداء المهام المطلوبة. ويشمل أيضاً هذا العنصر تحديد الصلاحيات والسلطة اللازمة للأداء ضمن المستوى المحدد.
2- الأهداف الخاصة
أي الأهداف الأساسية والتي يجب أن يتم إنجازها بالوقت المناسب بدون أي تغيير، والأهداف الخاصة هي أنشطة تفوق المسئوليات الرئيسية للوظيفة وتتعداها، وتشمل على أولويات هامة ترتبط بطبيعة العمل والإخلال بها يمثل مشكلة خطيرة في الأداء.
3- أنشطة التنمية الشخصية
وتهتم بالمجهودات الفردية الذاتية والشخصية التي يجب أن يبذلها العاملون لتطوير معارفهم ومهاراتهم وتحسين أدائهم. ويوضح هذا العنصر مدى حاجة الفرد إلى السعي من خلال الوسائل والإمكانيات المتاحة حوله لجمع المعلومات والمعارف التي يشعر أنه في حاجة إليها من أجل تطوير أدائه.
4- العوامل التي تحقق نجاح المنظمة
إن عوامل نجاح المنظمة هي قيم يشترك فيها العاملون في المنظمة، ومن أهمها، روح الفريق، خدمة العملاء، الرغبة في التحسين المستمر. وهي عوامل تستخدم للتعرف على الأنشطة ذات الأولويات التي لها ارتباط بمهام ومسئوليات الوظيفية. ومن ثم يتعين على الفرد أن يضعها في اعتباره عند تنفيذ مهامه الوظيفية.
      
أما معايير الأداء فما هي؟
معيار الأداء هو بيان مختصر يصف النتيجة النهائية التي يتوقع أن يصل إليها الموظف الذي يؤدي عمله المطلوب. وتمثل معايير الأداء القانون الداخلي المتفق عليه بين المدير والموظف أو الرئيس والمرؤوس على الكيفية التي يتمكنوا من خلالها إلى الوصول إلى الأداء الأفضل، وفي نفس الوقت التعرف على أوجه القصور في الأداء المطلوب حدوثه.
من الصعب ترك مسئولية تحديد هذه المعايير للاجتهادات الشخصية كأن يحددها المدير بحد ذاته، أو حتى بالاتفاق بين المدير والمرؤوس دون أن يكون هناك قواعد متينة أو أسس تحكم هذا التحديد. وفي ظل مفاهيم إدارة الجودة حديثاً يمكن الاتفاق على أنه عند وضع معايير الأداء يجب أن تشمل العناصر الأربعة التالية:

أ‌. الجودة (Quality)
وهي المؤشر الخاص بكيفية الحكم على جودة الأداء من حيث درجة الاتفاق ومدى جودة المنتج سواء كان سلعة أو خدمة وذلك تنفيذاً للمسئولية الوظيفية. ومن الطبيعي أن يكون مستوى الجودة الذي نطلب الوصول إليه هو أعلى قد يتناسب مع الإمكانيات المتاحة، ولابد أن يكون هناك اتفاق مسبق على مستوى الجودة المطلوبة في ضوء التصميمات السابقة للإنتاج والأهداف والتوقعات التي صاحبت التصميم، مع مراعاة العملية التنافسية في السوق والتي تمثل نقطة هامة في التنافس بين الطرفين حول مستوى الجودة المتوقع.
وفي حالة الهيئات والمنظمات التي تنتج خدمات، من الطبيعي أن يختلف مفهوم الجودة، ولكنه من الضروري أيضاً أن يكون هناك دليل يحدد مستويات الجودة المطلوبة.
ب‌. الكمية(Quantity)
يعتقد البعض أن الاتفاق على المؤشر الخاص بكمية المنتج أسهل بكثير من الاتفاق على جودته، ومع التسليم بصحة هذا الأمر، لكن الواقع يتطلب ألا تكون الكمية المطلوبة منخفضة عن قدرات وإمكانيات الفرد حتى لا يكون سلوكهم متباطئاً في الأداء ويصعب تعديله بعد ذلك، وألا تكون الكمية مرتفعة بدرجة مبالغ فيها بحيث يصعب الوصول إليها ويؤدي لإحباط العاملين.
وغالباً ما يكون الاتفاق على كمية المنتج عنصراً دافعاً لتحقيق معدل مقبول من النمو في معدل الأداء بما يتناسب مع ما يكتسبه الفرد من خبرات وتدريب وتسهيلات في مدخلات عملية الإنتاج نفسها.
ت‌. الوقت (Time)
هو بيان توقعي يحدد متى يتم تنفيذ مسئوليات العمل، ويمكن أن يكون محدداً لمدة وفترة التنفيذ في نفس الوقت أو أحداهما، وسوف يضمن ذلك المحافظة على عملية السعي من أجل الوصول إلى النتائج ويراعي في الاتفاق الوقت المناسب للتنفيذ دوماً الحد الأدنى لمتطلبات الأداء من حيث:
-    كم الإنتاج المطلوب
-    أهداف المنظمة الإنتاجية
-    التدريب الذي حصل عليه الفرد
-    مستوى الجودة المطلوبة
ويمثل عنصر الوقت عنصراً ضاغطاً على العاملين، وهو يؤثر على العناصر الأخرى السابق ذكرها من حيث الكم والنوع.
ث‌. الإجراءات (Process)
وهي عبارة عن بيان توقعي للخطوات أو الإجراءات الضرورية المعينة الواجب إتباعها لتنفيذ المسئولية الوظيفية المطلوبة.
ومن الأهمية في نظام إدارة الأداء أن يكون هناك تحديد واتفاق على الطرق والأساليب المسموح أو المصرح بها لتحقيق الأهداف. وبالرغم من أن الإجراءات أو الخطوات المتبعة عادة ما تكون متوقعة في مستندات المنظمة أو المنشأة إلا أنه يجب العمل على الاتفاق بين المدير أو المشرف المرؤوسين عليها بحيث نضمن وضوحها للطرفين وعدم وجود صعوبة في تطبيقها أو عدم الخروج عنها.
ولكن ليس معنى الالتزام بالإجراءات المتفق عليها في الإنتاج قتل عمليات الابتكار والإبداع لدى العاملين، ولكن المقصود بذلك هو الاتفاق والتفاهم على ما يريد المرؤوس تطبيقه مع مشرفه قبل اعتماده نهائياً كأسلوب أفضل للإنتاج.
وفي الختام، لا يمكن القول إلا أن التقييم المستمر التي تقوم به إدارة الأداء بالاشتراك بين المرؤوسين والرئيس يعمل على زيادة التفاعل فيما بينهم، مما ينعكس بالشكل الإيجابي على عملية الأداء التي ترتبط بالمخرجات التي تقدمها المنظمة والتي تسعى دوماً لأن تكون على قدرٍ عالٍ من الكفاءة. وإن إدارة الأداء تحاول الحفاظ على الأداء المرتفع طوال العام بل والعمل على زيادة قدرة العامل على العطاء من خلال التقييم الفعال غير المتحيز القائم على العديد من المعايير التي يتم وضعها بالتعاون بين الرئيس والرؤوس والذي يؤدي بدوره إلى الأداء الذي تتمناه الإدارة في سعيها نحو تحقيق الأهداف.

أضيف بتاريخ :2016/03/06

تعليقات الزوار
الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد